» » إنخفاض سعر البترول كيف و لماذا ؟



لماذا ينخفض سعر برميل البترول وكيف يتم ذلك ؟ و ما الهدف من وراء ذلك ؟  وللآجابة على هذا السؤال سنطرح  مثالا أن هناك دولة تسمى " س" وعملتها سنرمز لها ب "ص" و هذه الدولة من أكبر مستوردى البترول  الدولة س وعملتها ص  ولنفترض أنه خلال سنوات ثلاث وحدة الزمن المقاسى عليه كان الدولار يساوى 85.7 ص وكان متوسط سعر البترول خلال هذه السنوات الثلاث 110.4 دولار للبرميل وبالتالى كانت الدولة س تدفع فى برميل البترول (9461 ) من العملة س تساوى 110.4  دولار للبرميل  ثم بدأ سعر صرف الدولار فى الآرتفاع تدرجيا" إلى أن أصبح يساوى 107  من العملة ص وإنخفاض سعر برميل البترول إلى 97.6 دولار ولكن عندما تشترى الدولة س برميل البترول ستدفع 1044.32  من العملة ص ( 121.85  ) دولار وهكذا نرى أن الدولة س كانت تشترى برميل البترول فى الماضى بسعر 9461 من العملة ص أى 110.4 دولار ثم أصبحت تشترية الآن بسعر 104403.2 من العملة ص أى 121.85  دولار أى أصبح يدفع زيادة قدرها 982.2 ص أى يساوى 11.46 دولار للبرميل رغم إنخفاض سعره بالدولار وهى بديهيه بسيطة معروفة لرجال الآقتصاد ولكن هل سيواصل سعر صرف الدولار إرتفاعه ؟
ليس من صالح أمريكا أن يواصل الدولار إرتفاعه لآنه سيؤدى إلى إنخفاض صادراتها وزيادة وارداتها وبالتالى عجز ميزانها التجارى ولذا ستلجأ أمريكا إلى الحد من إرتفاع سعر الدولار بمجرد إنتهاء الغرض السياسى من  ذلك  وهو الضغط على روسيا إقتصاديا  بخفض سعر البترول لإحداث عجز فى ميزانيتها وليس فى صالح الآقتصاد العالمى أن يواصل البترول إنخفاضه لآنه سيؤدى إلى إنخفاض كبير فى العرض بسبب إرتفاع  تكاليف الإستخراج المتصاعدة ولن يلبث طويلا حتى تقفز الآسعار فجأة من دون 90.0 إلى مافوق 115.0 دولار للبرميل ولو إنخفض سعر صرف الدولار إلى 85.2 ص اليوم سيقفز سعر برميل البترول تدرجيا" إلى فوق 120.4 دولار بعد حوالى سنتين يوميا وفقا" لمعامل الآرتباط  "ولكن  دول الخليج قادرة على تحمل اسعار البترول المنخفضة التى تبلغ فى المتوسط 80 إلى 85 دولار للبرميل العام المقبل حيث أن الكويت وقطر الآكثر مرونه نتيجة إنخفاض سعر النفط المطلوب فى ميزانيتيهما أما السعودية والآمارات فبرغم ان السعر المطلوب تعادل ميزانيتيهما تبقى أعلى إلا أن الدولتين تتمتعان بإحتياطيات ضخمة وقطاع غير نفطى كبير ما يمكنهما من التعامل مع تراجع أسعار النفط ويتوقع أن يكون العبء الاكبر فى تراجع أسعار النفط على البحرين وعمان وسط توقعات بإتساع العجز فى ميزانية الدولتين إلى أكثر من سبعة فى المائة من الناتج المحلى الآجمالى هذا و قد هوى سعر خام برنت مجددا" فى التعاملات عند مستوى 68 دولار إثر صدور تقرير لمؤسسة مورجان ستانلى خفضت فيه توقعات الآسعار للنفط خلال العامين القادمين وقد أعلنت مورجان ستانلى فى تقريرها أن التوقعات لسعر النفط من 98 إلى 70 دولار فى 2015 ومن 102 إلى 88 دولار فى 2016 والسؤال كيف ستضار روسيا وهى الدولة المستهدفة من إنخفاض سعر البترول ونجد أن الوضع الروسى يحصل على معظم الآهتمام هذه الآيام حيث كانت روسيا تعانى بالفعل من ضعف نمو الأقتصاد وكان ذلك يرجع إلى الآزمة الآوكرانية والعقوبات الغربية لكن الهبوط فى أسعار النفط العالمية من المرجح أن يضع المزيد من الضغوط على الآقتصاد فى تلك البلاد حيث تشكل عائدات النفط 45 % من ميزانية روسيا وكانت خطط الآنفاق الحكومى لعام 2015 تفترض أن الآسعار ستبقى فى حدود 100 دولار للبرميل وإذا إستمر النفط فى الانخفاض أكثر من ذلك فإن روسيا ستضطر لآن تسحب 74 مليار دولار هى إحتيا طياتها من النقد الآجنبى أو تقليص الآنفاق المخطط له هذا ومن  ناحية أخرى نجد أن ظهور سوق سوداء للنفط الذى تبيعه داعش من نفط سوريا والعراق والجماعات المتطرفة فى ليبيا وبإسعار منخفضة للغاية
له أثر فى إنخفاض سعر البترول فى السوق العالمى ولكن ما أثر إنخفاض سعر النفط على الآقتصاد المصرى و هو ما يهمنا  نجد أنه قد تباينت  أراء المحللين حول حجم المكاسب أو الخسائر التى يتعرض لها الآقتصاد المصرى جراء إنخفاض أسعار النفط عالميا إلى أقل من  60 دولار للبرميل وتأثيرها على عجز الميزانية ومدى إرتباط  مصر بالدول الخليجية التى تضررت هى الآخرى بإنخفاض الآسعار ويرى الخبراء أن هبوط أسعار النفط عالميا سيخفف من فاتورة دعم الطاقة حوالى 120 مليار جنيه فمع توفير 60 مليار جنيه من عجز الموازنة المصرية البالغة  240 مليار جنيه فسيكون ذلك بمثابة تقليل من الخسائر السنوية لكن تبقى الخسائر موجودة ويستمر تراكم الديون كما أن علاقتنا مع دول الخليج التى دعمتنا ماليا" بمليارات الدولارات نقدا" أو على شكل طاقة أو إستثمارات والتى كان دعمها بمثابة قبلة الحياه للأقتصاد المصرى فى السنوات الآربع الماضية ومايزال وهى دول يعتمد دخلها على النفط بشكل حاسم وفي إطار الضغوط التى تعيشها إقتصادياتهم الأن وبسبب إنخفاض سعر النفط قد لا تستطيع ان تستمر فى دعم الآقتصاد المصرى على الآقل بنفس القدر السابق   
حفظ الله مصرنا الحبيبة الغالية من كل سوء ومن مؤمرات وكيد الكائدين يارب

                         بقلم | حازم وهبة

عن المدون نبض الشارع

خريجة معهد الصحافة وعلوم الأخبار بتونس
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد

أضف تعليقك سنجيبك حالما يصلنا ومرحبا بكل أعضاء مدونتنا